هذه المجلة ترحب بمداد أقلامكم و كذلك بما ترونه مناسبًا و ذا فائدة للنشر.
بامكانكم إرسال مقترحاتكم و طلباتكم و المقالات على بريد المجلة :
___________________________

علّة الليبراليين زعاماتهم

Posted ١٢:٤٩ ص by q8shia in التسميات:
الكاتب : ‌يوسف مبارك المباركي
جريدة القبس *
______
منذ عدة أيام شاركت في الاجتماع الخاص بانتخابات التحالف الوطني، وخلال الجمعية العمومية والحوار الذي دار فيها تحدث البعض عن المنبر الديموقراطي على اعتبار أن التحالف الوطني هو المظلة للتيار الليبرالي، وينضوي تحته التجمع الديموقراطي والمنبر الديموقراطي.
إن المنبر الديموقراطي هو الامتداد الفعلي الممثل برمزه الأخ عبدالله النيباري، ولم يكن في الساحة ما هو متعارف عليه التحالف الوطني إلا منذ عام 2005.إن حالة الانحسار والتراجع لهذا التيار الوطني الذي قاده المؤسسون الأوائل، وهم: د. أحمد الخطيب وجاسم القطامي وسامي المنيس وعبدالله النيباري وأحمد النفيسي وآخرون، الذين قادوا الشارع من خلال تمثيلهم في مجلس الأمة والاقتراحات والمشاريع بالقوانين التي قدموها، وكانوا معارضين للسلطة آنذاك حتى أغلقت نادي الاستقلال ولم يبق من هذا التيار إلا بعض الرموز أمدّ الله في أعمارهم وألبسهم الصحة والعافية.
وإذا أخذنا ما يسمى بالجيل الجديد، فإن هذه الحالة لم نصل إليها إلا بأيدينا وبأنفسنا بسبب الأنانية، إذ الكل يريد الزعامة والكل يحفر للآخر، وهذا ما لمسته من خلال المناقشات التي تمت وتغيّر المواقف وخروج البعض من التحالف أو غيره من المسميات.
فلماذا يخرج ويقدم فلان استقالته عندما تمّ إيصاله إلى مجلس الأمة؟ هل هو الضحك على عقول الناخبين واستغلالهم. إن التيار الإسلامي «حدس»، مهما اختلفنا معه، فالحق يقال انهم منظمون من خلال اللجان المختصة ولا يستطيع أي منهم ان يقول «أنا وصلت إلى هذا الكرسي واليوم سأستقيل»، بل يظل مدينا لهذه الجماعة ويخلص لها على حساب الوطن ويسيّر أمورها ويدعم كوادرها، أفي الوزارة كان أم في مجلس أمة، ولكن علتنا الحقيقية نحن كتيار ليبرالي تشتتنا تحت أسماء ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان مع أنّ الأصل واحد، وخلافاتنا أصبحت أكثر من عدد كوادرنا، فكيف تريدون أن نقود مجتمعا وأن نزيد عدد كوادرنا وأصبح البعض يفتخر بأنه يدير هذه المجموعة بالريموت كنترول؟ لماذا ننتقد بعض أفراد الأسرة الحاكمة لتصرفهم وفق نظرية الحكم المطلق ولدينا بعض الليبراليين يتشبهون بهم؟ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «كما تكونون يولى عليكم»، وأصبح البعض منهم بالانتخابات الماضية يشتغل مع فلان ليس لأنه الأفضل والأصلح، وليس لأنه يملك المال أكثر من المرشح الآخر والأخير على «قد الحال» ولا يستطيع أن يخرج بحلاوة بعد خروج النتيجة.
أقول هذا الكلام بمرارة بسبب الحال التي وصلنا إليها، فكيف نريد أن نصلح مجتمعا وقد ضيعنا مشيتنا ومشية الحمامة؟أين المخرج والحل؟ أولاً هو في تقدير الرموز التي أفنت عمرها في خدمة المجتمع.
لماذا هذا الجفاء والعمل على طمس ومحو كل شيء فيه اسم المنبر الديموقراطي؟
فهو الأصل ويبقى الأصل، وما كان التحالف الوطني إلاّ حلا وسطيا، وتخريجه هدف إلى ان يكون مظلة تشمل الجميع فلا ينفرد نفر قليل تحت حجج واهية ويتم إقصاء الرموز تحت مسميات أخرى. ليعذرني البعض فقد أكون قاسيا في كلامي، ولكن أنا تجمعني أيضا علاقة طيبة بكل الأطراف، وإذا أردنا بالفعل نجاح التيار فلنغلّب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، فلا نسأل انفسنا ماذا نستفيد وكم نستفيد ومع من نقف ضد من.
لنراجع حساباتنا من جديد، وأقول لمن يعتقد أن بيده المفاتيح وأنه قادر على عمل كل شيء من حيث تحريك هذه المجموعة إنه واهم ومخطئ، فالسلطة لا تحسب حساباً لأي تيار (التحالف الوطني وغيره من التيارات)، فهي تستخدم من تريد وترميه متى شاءت، هذه نظرتها ولا يمكنها يوما من الأيام أن تتنازل عنها، ولكنها تنحني للعاصفة نعم، وتتعاطى معهم لفترة، ثم تلفظهم كما لفظت غيرهم، وبعد ذلك يريد هذا العضو أو ذاك الوزير أن يشتغل معارضة بعدما احترق الجميع والشواهد كثيرة الآن. انّ جريدة الطليعة الناطقة باسم التيار الوطني الليبرالي كان لها الدور الريادي آنذاك، وحتى من عدة أعوام، والآن تتوقف لأسباب مالية، وهي تمثل هذا التيار، ألا يوجد أحد من الليبراليين من التجار أسوة بالتيارات السياسية الأخرى؟
ولكن أكرر مرة أخرى: لماذا نحن ندفع وفلان هو رئيس التحرير؟ إنها الغيرة المفرطة والأنانية، وإذا لم تزُل هذه فلن تقوم لهذا التيار قائمة مهما وصل عدد أعضائه.
______


0 تعليقات “علّة الليبراليين زعاماتهم”

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تنويه :
جميـع ما يُنشر هنا لا يمثل الرأي الرسمي للموقع و مالكه المادي بل هي آراء للكتاب وهم يتحملون تبعة آرائهم ، وتقع عليهم وحدهم مسؤولية الدفاع عن أفكارهم وكلماتهم .